تحذير عن الحب

سخف جديد ، و كلام في الحــب من جديد
يالا سيطرة الحب على الخاطرة ، ليتهما ينفصلان قليلاً
لنتكلم عن خواطر آخرى
لنتكلم عن الحزن الذي سببه الحب .. أمممم
أعتقد أنه نفس الموضوع
لنتكلم عن الكره الذي تولد بعد الحب ... أممم
نفس الموضوع مرة آخرى
الدمع ، العقل ، الروح ، الحياة ، الدنيا : سنصل للحب من جديد ، لنجده قابعاً في أركان كل الزوايا ، و يسيطر بدكتاتورية صارمة على كل خاطرة
ويفرض علينا تتبع آثره و دمعه

لنعترف : فهو شقق فينا لحوداً
و كما قال الشاعر :
من يقول أن الموت بس مرة و يفوت .. لو تحب تشوف كم مرة تموت

ــــــــ

ممممم

الحب
السمين الماجن
الثائر دوماً على كل تقليدي و شرعي

يسره كثيراً أن يعزف على أوتار الإحساس
يسره كثيراً هز المُقل و إستعذاب الدمع

متكأ على عرشه ، لتسجد القلوب تحته
معلنة الولاء للذته الكاذبة
بجذلٍ تهتز شحومه ضحكاً على صرير إنحناء الظهور
يداعب جميلة بيده ، ويضمها له بفسوق ، و تتبرم هي بين يديه

تشعر بنتنه و بكرهه الشديد للماء
بكرهه الشديد للطهارة

و عرشه الملوث بدماء العشاق المغتر بهم

لأحكي لكم قصة الحب الأصلية
الرواية الحقيقية للحب
التي لا يعلمها الجميع
لتكن قصة حصرية لمنتدى ( طلاب أم القرى )

::
في قديم الزمان ..
كان هناك ( طيف ) يسير بين أودية خضراء
و على ضفاف جدول قريب منه
التفت ليرقب شاباً مختبأً خلف الأشجار ، يراقب فتاة تغتسل بمياه الجدول
رآى اللهفة في عينيه ، و رآى الشر يقبع خلف إتكائه المتثعلب ، زَبَدَ الجوع يتموج على شفتيه ، و دوران عينيه في محاجرهما
فابتسم ( الطيف ) إبتسامة المطمئن لما يفعل
إقترب واثقاً و دون أن يشعر الفتى
لمس قلبه

تحركت مشاعر الفتى
وتدريجياً
تبدلت نظراته
وعينه
ومقعده
لتنتابه ثورات و إرتشاعات
لتتغير أفكاره

ليشعر فجأة : أنه لم يعد ينظر لجسدها
فقد بدا أنه ينظر لعينيها
لإبتسامتها الفائضة عذوبة و رقة
للمسات يديها للماء
لإنسدال شعيرتها على جسدها
يراقب إنجذاب الطبيعة حولها

شعر بخجل الماء حولها ، و إنخضاع الجدول لها ، و تذلل الصخور حولها
شعر بأن الأشجار تحاول سترها
ارتسمت في عينيه لوحات و لوحات
شعر الآن فقط
بانتفاض قلبه بين أضلاعه
بأنفاسه الثقيلة المتسارعة
شعر برغبة النظر فقط ، لتكن نظراته ضرب من العبادة

ابتسم ( الطيف ) هنا
ووقف متأملاً لما حدث بعد ذلك
راقب الشاب و هو يتحرك نحو الفتاة ، بعد أن فرغت من مداعبة الطبيعة
سألها وهو ينتفض :
- أتسمحين ؟؟
- قالت بخوف : من أنت و ماذا تريد ؟؟

تنهد ( الطيف ) هنا
واقترب ليمس قلب الفتاة
مار عام
أنجبا مولدهما الأول

رآى الناس في الزوجين السعادة ، فسألاهما عن السر
فأخبروا الناس عن قصة ( الطيف ) و مالذي قدمه لهما

ركض الناس في أقاصي الأرض بحثاً عن ( الطيف )
و وجدوه
طلبوا منه التبرك .. و التقرب ..
لكنه تمنع عن ذلك ..
وابتعد ..

يزور منازلهم ليلاً .. ليمس تلك القلوب ..

وغمر الأرض سعادة ..

مرت أعوام و أعوام
تسلطت المادة ، و غلبت على قلوب الناس
غيرت أرواح البلاد و العباد
و صبغت الأطياف بالفساد

فطلب منهم و و استزاد في الطلب
حتى عُين ملكا ً ، له عرشه وهيبته و إحترامه
و اتخذ مئات الزوجات
وتزوج من المصلحة
وتزوج من الغيرة العمياء
وتزوج من الجنس
و تزوج من الأنانية
وتزوج من الخيانة
و تزوج من كل قبيحات الدنيا ، التي زينت في عينيه
حتى بات لون طيفنا أسوداً
وباتت لمسته سهماً يلقيه يدمي له القلوب
و أمر القلوب لتنحني تحت أقدامه و تسجد و تتقرب

نحى الحب عن طريقه
ليستعبد الآن قلوب البشر
ليرسل على الدنيا سهام التخدير ، حتى تختفي عيوبه المشمئزة
ليسقط الجميع في خندق ، ويشب في أنحائه ناراً مأججة
لتتهامس دواعي الفناء مع الرغبة الساخرة و الفرضية القاتلة
هو هكذا مهووس لحد الجنون بسفك الدماء و استعباد القلوب
يستلذ بالمقابر الجماعية


استعبدنا الحب ، و استعبد قلوبنا

أما أن لنا أن نثور ضده ؟؟




وحتى أجد من تؤمن بحبي
سأبقى وحيداً

قال لي صديق :
- ستبقى هكذا إلى الأبد ..

هداه الله .. زادني تشائماً
قالها و هو يعلك لباناً غير مكترث ، يعبث بهاتفه ، ليتصل به على حبيبته
اللذان عاشا تحت ظلال حكم الحب الجديد

تحت براثينه و ظلمه
بغبـــاء جديد ينتشر في أنحاء قصتهم ، و قصص أمثالهم
قصص أبناء هذا الجيل
كتبت على جدران حبهم :
" تحذير صحي : الحب سبب رئيسي لسرطان وأمراض العقل و أمراض القلب و الشرايين و الروح "

وهل من قارئ للتحذير ؟!

لكن سأظل أنا متعفف عن الوقوع في هذه التجربة
حتى إشعار آخر
و سأنادي مع أمثالي المؤمنين بالطيف القديم ، وبعودة خلافته ، متأملين في الأجيال القادمة التي ستستطيع تمييز الحب الصحيح ، وستقف صفاً ضد الحب الموجود
أعود من جديد للتنجيم




على خرافاتي أوقع
الهودج
يروي أساطير الأولين