اسماها بالعملية
السياسية تغطية لمشاريعه وبرامجه.
فقد كان واضحا منذ الاسبوع الاول من الاحتلال، بأن اشغال الناس بالعملية
السياسية، التي تمظهرت باخراج قانون ادارة الدولة، وقبله تشكيل مجلس
الحكم الانتقالي، فشعار رد السيادة الكاذب، فالانتخابات التي ولدت توأما
سفاحا في حكومة وجمعية، وندم السنة لانهم خسروا المشاركة في نظام الالحاق
الاحتلالي، وتصوير المقاومة الشجاعة، علي انها ناتج اخطاء امريكية في
اسقاط الدولة وحل الجيش ورمي الناس في عوز الحاجة والبطالة والاملاق
وتشخيص الكارثة علي انها اخطاء احتلال، اذ بالمقابل لولا هذه الاخطاء لما
كانت هناك مقاومة! وذلك وسواه، مما (يمكن) ان يضع الاحتلال في زاوية
النسيان، من خلال غشيان آليات وشعارات وتفاصيل تأخذ طريقها الي الممارسة
اليومية، حيث تنشغل الاطراف بالجمعية ومحاصصاتها، والحكومة واعضائها،
والدستور بمواده، مع حروب الاشغال الطائفية ـ الاثنية الدموية، الامر الذي
يضع الاحتلال نفسه في مرتبة غير منظورة، في حين يجري التشاجر علي فتات ما
يلقيه الاحتلال، وليس علي وجود الاحتلال نفسه.
وبعد سيناريوهات درامية هابطة، عاش عليها العراق، زهاء اقل من ثلاثين
شهرا بعد الاحتلال، يأتي دور الدستور والخلاف علي مواده مادة مادة، حيث
المطلوب تبديد وقت اضافي، يسعف في اطالة العمر الاحتلالي، وصرف اهتمامات
الشعب، نحو القشور، وبما لا يتعلق بوجود الاحتلال، كأساس لما يجري في
العراق من كوارث.
وحدها المقاومة بنفاذ بصيرتها، وامساكها بهدفها المصيري، كانت قد ادارت
ظهرها، لاراجيف الطلاء الدهاني، وما سمي زورا بالعملية السياسية، حيث
المشهد من خارجه، يريد طمس جوهر الصراع، في صغائر ركوب الموجة المغنمية،
بل وعلي حساب الوقت الذهبي اللازم لهبوب اعصار كاترينا العراقي